الإبداع في الحياة :
صفحة 1 من اصل 1
الإبداع في الحياة :
لم يتكلّم بتاتا منذ بداية الرحلة... كان هادئا مستريحا، و يتأمل بين الآونة و الأخرى عبر نافذة الطائرة، و كانت تبدو عليه ملامح الفطنة و الذكاء رغم أنّه لم يسع بقصد منه لإبراز ذلك، فالأمر كان واضحا دون الحاجة إلى تسرع .
- المنظر رائع عبر النافذة...بادرته الحديث.
- نعم هو كذلك. رد بإقتظاب.
- أهذه أول مرة تسافر بالطائرة.
- لا...بل مرات عديدة.
- و لهذا لا تخشى من النظر عبر النافذة، و لا تصاب بالدوران جراء ذلك.
- ماذا تقصد بالاستعداد للخوف؟
- نحن نخاف في أغلب الأحيان لأنّ، لدينا استعدادا داخليا للخوف، و لو فعلنا أيّ شيء دون أن نسمح بمساحة و لو صغيرة للخوف إلى ذلك، لما كان له مكان لدينا.
- أيعني هذا أنّه لأنّك لم تكن مستعدّا للخوف من الطائرة فأنت مستريح الآن ، و أنت تنظر نحو الأسفل عبر النّافذة.
- الحقيقة أنّ رغبتي في الاستمتاع بالمناظر الرائعة عبر الأعلى و بالرحلة الهادئة، كان أهمّ لدينا من أهمّ شيء آخر، بما فيه التفكير ، ان كنت مرتفعا عن الأرض و بأية مسافة.
- و ماذا عليّ ان أفعل حتىا أستطيع التفكير مثلك..سألنه و أنا أرغب فعلا في التعلّم.
- عليك فقط أن تفعل مثلي.
- و ماذا عليّ أن أفعل؟
- أن تفكّر فيما تريد ، و تبتعد بتفكبرك و تركيزك عمّا لا تريد...أجاب بثقة عالية.
- الأمر يبدو بسيطا عند الوصف لكنّه عكس ذلك أثناء التطبيق .
- فقط حاول فعل ذلك باستمرار ...صمت قليلا ثمّ سأل باستغراب واضح ...لماذا يفقد الإنسان العديد من أشيائه الجميلة كلّما كبر .
- مذا تقصد؟
- التفكير السليم في الأشياء الجميلة، الإستمتاع بالحياة ، صفاء القلب و المشاعر ، الأحلام الكبيرة...إبتكار الأشياء و الأفكار، فتح ساحة للعاطفة في الحياة.
- لكنّ الحياة تسير بشكل منطقي بما يجعل التفكير بتلك الطريقة أنسب للتعامل معها.
- و لكنّ الأشياء لا يحكمها دائما المنطق .
- كيف ذلك؟
- خذ مثلا الطائرة التي نركبها الآن ، في بدايات الإنسان ، كان الطيران أو التحليق في السماء لا يتماشى مع منطق التفكير آنذاك بل حتى ضدّه فلا يستطيع الطيران إلاّ من يمتلك أجنحة تسمح بذلك إلى أن جاء شخص ققكّر بطريقة إبداعية تقول : ماذا لو كانت لدى الإنسان أجنحة تسمح له بالطيران ، فعل ذلك لمرّات و مرّات...إلى أن وصل الإنسان بإبداعاته إلى الطيران حارج الكرة الأرضية متجها نحو الفضاء ، و لو سألت أيّ إنسان الآن : هل بإمكان الإنسان الطيران في السماء لأجاب بدون تردّد و بالبراهين المنطقية أنّ ذلك ممكن .
- إلى أين تريد أن تصل بالتحديد؟
- أريد أن أقول أنّ : الغير منطقي بإمكانه أن يصبح منطقيا، لو فكّرنا بطريقة إبداعية ...
- ماذا تعني بالتفكير بطريقة إبداعية؟
- أن تفكّر بشيء خارج المألوف أو تفكّر في المألوف بطريقة غير مألوفة...
- و لقد سمعت عن والدي يوما أنّ أنشتا ين يقول:" أنّ الخيال أهمّ من المعرفة".
- و أظنّ أنّكم الكبار تقرؤون لأنشتاين وتفهمونه اكثر منّا .
- أوتعرف أنشتا ين أيضا ، و ماذا يقول؟....سألته و أنا جدّ متعجّب...في أيّ صفّ دراسي أنت؟
- غير مهمّ...هو أنّنا نحن الصغار نستطيع أن نعلّمكم أشياء كثيرا ما تغفلون عنها، لأنّ المنطق يغلب تفكيركم، ممّا يجعلكم تفكّرون فقط داخل الصندوق...و ماذا علينا أن نفعل حتّى نخرج بتفكيرنا خارج الصندوق.
- ألاّ تجعلوا الصندوق علامة تقيسون عليها قوى تفكيركم، فيكون أحيانا بداخلها ، و أحيانا خارجها، و إنّما تجعلون تفكيركم مفتوحا بلا حدود.
- هكذا بلا حدود في جميع الأوقات و الظروف؟ !
- التفكير الإبداعي أن تجعله غير محدود عند جمع الأفكار و البحث عن الحلول و البدائل.
- و كيف يمكنني فعل ذلك عمليا؟
- عليك أن تدفع أوّلا مقابل ما سأقوله لك .
- و عل أنت ماديّ لهذه الدرجة و لا زلت في هذه السنّ ؟...سألته و أنا جدّ مندهش .
- إنتم من أخبرنا بأنّ الامور ستصبح كذلك عندما نكبر.
- و من استطاع أن يعلّمك هذا المنطق الغير سليم في التفكير و الحكم على الأشياء؟
- لم نتعلّمه من كلامكم و إنّما من تعاملاتكم مع الحياة.
- دعنا من هذا ولنعد إلى الإبداع في التفكير، فيم يمكن أن يفيدني ذلك ؟
- إن الإبداع في الحياة بأكملها سيجعلك تستمتع بكل لحظة من حياتك، حيث تصبح كل واحدة منها مختلفة عن الأخرى، وتعيش حياتك فعلا كإنسان وليس كآلة متحركة، كما أن نظرتك للأمور ستصبح أكثر تفتحا، بحيث ترى الحياة بألوان متعددة، وليس فقط بالأبيض والأسود، كما أن الحلول والبدائل لأي مشكلة تقف أمامك تصبح كثيرة لتسمح لك بتجاوز كل تحديات الحياة نحو تحقيق أحلامك، إضافة إلى أن الحياة ستصبح أكثر إشراقا في عينيك لأنها ستمنح لك فرصة النظر إلى الحياة من وجهها المشرق، وبألوان زاهية، متجاوزا نظرة الحل الواحد، وعقلية الندرة، والتفكير في حدود إمكانياتك.
باختصار ستجعل من حياتك مساحة غير محدودة من المتعة والسعادة.
- لم أستطع أن أصدق ما أسمعه، حاولت أن أنظر إليه مرة أخرى لأتأكد من أنه نفس الشخص الذي كان بجانبي منذ انطلاقة الرحلة ... سألته وأنا جد مندهش لما أسمعه : كم عمرك رجاء؟ !!
- ألا زلت مصرا على معرفة سني ؟ ..إن الإبداع في الحياة لا يتعلق بالسن وإنما بقدرتك على جعل ذهنك مساحة مفتوحة لإرسال واستقبال أية إشارة إبداعية.
- كم سنك رجاء ؟
- حسنا سني لا يتجاوز ....
وقبل أن يكمل حديثه، سمعت مضيفة الطائرة تقول : "سيداتي سادتي، ستحط بنا الطائرة بعد لحظات بمطار ...."، إلتفت باحثا عن الفتى الصغير الذي كان جالسا بجانبي طوال الرحلة، لأجد كتابا عن الإبداع، كنت أقرؤه قبل أن تأخذني الغفوة ..
كان حلما رائعا...والأروع منه أني تأكدت بالفعل أن كل طفل في هذا الوجود هو كتاب مفتوح عن الإبداع في الحياة ينتظر منا استعدادا للتعلم.
- المنظر رائع عبر النافذة...بادرته الحديث.
- نعم هو كذلك. رد بإقتظاب.
- أهذه أول مرة تسافر بالطائرة.
- لا...بل مرات عديدة.
- و لهذا لا تخشى من النظر عبر النافذة، و لا تصاب بالدوران جراء ذلك.
- ماذا تقصد بالاستعداد للخوف؟
- نحن نخاف في أغلب الأحيان لأنّ، لدينا استعدادا داخليا للخوف، و لو فعلنا أيّ شيء دون أن نسمح بمساحة و لو صغيرة للخوف إلى ذلك، لما كان له مكان لدينا.
- أيعني هذا أنّه لأنّك لم تكن مستعدّا للخوف من الطائرة فأنت مستريح الآن ، و أنت تنظر نحو الأسفل عبر النّافذة.
- الحقيقة أنّ رغبتي في الاستمتاع بالمناظر الرائعة عبر الأعلى و بالرحلة الهادئة، كان أهمّ لدينا من أهمّ شيء آخر، بما فيه التفكير ، ان كنت مرتفعا عن الأرض و بأية مسافة.
- و ماذا عليّ ان أفعل حتىا أستطيع التفكير مثلك..سألنه و أنا أرغب فعلا في التعلّم.
- عليك فقط أن تفعل مثلي.
- و ماذا عليّ أن أفعل؟
- أن تفكّر فيما تريد ، و تبتعد بتفكبرك و تركيزك عمّا لا تريد...أجاب بثقة عالية.
- الأمر يبدو بسيطا عند الوصف لكنّه عكس ذلك أثناء التطبيق .
- فقط حاول فعل ذلك باستمرار ...صمت قليلا ثمّ سأل باستغراب واضح ...لماذا يفقد الإنسان العديد من أشيائه الجميلة كلّما كبر .
- مذا تقصد؟
- التفكير السليم في الأشياء الجميلة، الإستمتاع بالحياة ، صفاء القلب و المشاعر ، الأحلام الكبيرة...إبتكار الأشياء و الأفكار، فتح ساحة للعاطفة في الحياة.
- لكنّ الحياة تسير بشكل منطقي بما يجعل التفكير بتلك الطريقة أنسب للتعامل معها.
- و لكنّ الأشياء لا يحكمها دائما المنطق .
- كيف ذلك؟
- خذ مثلا الطائرة التي نركبها الآن ، في بدايات الإنسان ، كان الطيران أو التحليق في السماء لا يتماشى مع منطق التفكير آنذاك بل حتى ضدّه فلا يستطيع الطيران إلاّ من يمتلك أجنحة تسمح بذلك إلى أن جاء شخص ققكّر بطريقة إبداعية تقول : ماذا لو كانت لدى الإنسان أجنحة تسمح له بالطيران ، فعل ذلك لمرّات و مرّات...إلى أن وصل الإنسان بإبداعاته إلى الطيران حارج الكرة الأرضية متجها نحو الفضاء ، و لو سألت أيّ إنسان الآن : هل بإمكان الإنسان الطيران في السماء لأجاب بدون تردّد و بالبراهين المنطقية أنّ ذلك ممكن .
- إلى أين تريد أن تصل بالتحديد؟
- أريد أن أقول أنّ : الغير منطقي بإمكانه أن يصبح منطقيا، لو فكّرنا بطريقة إبداعية ...
- ماذا تعني بالتفكير بطريقة إبداعية؟
- أن تفكّر بشيء خارج المألوف أو تفكّر في المألوف بطريقة غير مألوفة...
- و لقد سمعت عن والدي يوما أنّ أنشتا ين يقول:" أنّ الخيال أهمّ من المعرفة".
- و أظنّ أنّكم الكبار تقرؤون لأنشتاين وتفهمونه اكثر منّا .
- أوتعرف أنشتا ين أيضا ، و ماذا يقول؟....سألته و أنا جدّ متعجّب...في أيّ صفّ دراسي أنت؟
- غير مهمّ...هو أنّنا نحن الصغار نستطيع أن نعلّمكم أشياء كثيرا ما تغفلون عنها، لأنّ المنطق يغلب تفكيركم، ممّا يجعلكم تفكّرون فقط داخل الصندوق...و ماذا علينا أن نفعل حتّى نخرج بتفكيرنا خارج الصندوق.
- ألاّ تجعلوا الصندوق علامة تقيسون عليها قوى تفكيركم، فيكون أحيانا بداخلها ، و أحيانا خارجها، و إنّما تجعلون تفكيركم مفتوحا بلا حدود.
- هكذا بلا حدود في جميع الأوقات و الظروف؟ !
- التفكير الإبداعي أن تجعله غير محدود عند جمع الأفكار و البحث عن الحلول و البدائل.
- و كيف يمكنني فعل ذلك عمليا؟
- عليك أن تدفع أوّلا مقابل ما سأقوله لك .
- و عل أنت ماديّ لهذه الدرجة و لا زلت في هذه السنّ ؟...سألته و أنا جدّ مندهش .
- إنتم من أخبرنا بأنّ الامور ستصبح كذلك عندما نكبر.
- و من استطاع أن يعلّمك هذا المنطق الغير سليم في التفكير و الحكم على الأشياء؟
- لم نتعلّمه من كلامكم و إنّما من تعاملاتكم مع الحياة.
- دعنا من هذا ولنعد إلى الإبداع في التفكير، فيم يمكن أن يفيدني ذلك ؟
- إن الإبداع في الحياة بأكملها سيجعلك تستمتع بكل لحظة من حياتك، حيث تصبح كل واحدة منها مختلفة عن الأخرى، وتعيش حياتك فعلا كإنسان وليس كآلة متحركة، كما أن نظرتك للأمور ستصبح أكثر تفتحا، بحيث ترى الحياة بألوان متعددة، وليس فقط بالأبيض والأسود، كما أن الحلول والبدائل لأي مشكلة تقف أمامك تصبح كثيرة لتسمح لك بتجاوز كل تحديات الحياة نحو تحقيق أحلامك، إضافة إلى أن الحياة ستصبح أكثر إشراقا في عينيك لأنها ستمنح لك فرصة النظر إلى الحياة من وجهها المشرق، وبألوان زاهية، متجاوزا نظرة الحل الواحد، وعقلية الندرة، والتفكير في حدود إمكانياتك.
باختصار ستجعل من حياتك مساحة غير محدودة من المتعة والسعادة.
- لم أستطع أن أصدق ما أسمعه، حاولت أن أنظر إليه مرة أخرى لأتأكد من أنه نفس الشخص الذي كان بجانبي منذ انطلاقة الرحلة ... سألته وأنا جد مندهش لما أسمعه : كم عمرك رجاء؟ !!
- ألا زلت مصرا على معرفة سني ؟ ..إن الإبداع في الحياة لا يتعلق بالسن وإنما بقدرتك على جعل ذهنك مساحة مفتوحة لإرسال واستقبال أية إشارة إبداعية.
- كم سنك رجاء ؟
- حسنا سني لا يتجاوز ....
وقبل أن يكمل حديثه، سمعت مضيفة الطائرة تقول : "سيداتي سادتي، ستحط بنا الطائرة بعد لحظات بمطار ...."، إلتفت باحثا عن الفتى الصغير الذي كان جالسا بجانبي طوال الرحلة، لأجد كتابا عن الإبداع، كنت أقرؤه قبل أن تأخذني الغفوة ..
كان حلما رائعا...والأروع منه أني تأكدت بالفعل أن كل طفل في هذا الوجود هو كتاب مفتوح عن الإبداع في الحياة ينتظر منا استعدادا للتعلم.
أنيس النفوس- مشرف
- الجنس :
عدد المساهمات : 523
نقاط : 1444
تاريخ التسجيل : 04/06/2010
العمر : 29
مواضيع مماثلة
» من التفكير إلى الإبداع
» كتاب الإبداع في فن الإستماع
» الهواية ...منفذ الإبداع (أخبرنا عن هوايتك )
» نريد الإبداع و التنافس و الإقتراح للأفضل للمنتدى ...
» كيف انت في الحياة ؟؟
» كتاب الإبداع في فن الإستماع
» الهواية ...منفذ الإبداع (أخبرنا عن هوايتك )
» نريد الإبداع و التنافس و الإقتراح للأفضل للمنتدى ...
» كيف انت في الحياة ؟؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى