قصة فتاة علمتني بموتها الكثير و الكثير

بداية اقول :



قصة قرأتها و يعلم الله بأي حال قرأتها و لكن حين أكملتها دخلت بيتي فهنا بيتي و قلت فلأنقلها لصفحاته الكريمة

قصة فتاة علمتني حتى بموتها علمتني

قصة سأنقلها على لسان والدتها و أحاول فقط تغير بعض المصطلحات لتكون بمتناول فهمنا

قصة أعادتني لمن بهم و معهم أكون ما أنا عليه

قصة حزينة فعدوني أنكم حين تنهونها سوف تغيرون بحياتكم ما هو حزين بها ليكون سعيد حتى لو كنتم أنتم
المظلومين به سامحوا و سارعوا الى رضا الله فلا خير منه معين

قصة ها هي :



استيقظت مبكرا كعادتي .. بالرغم من أن اليوم هو يوم عطلتي

وصغيرتي ريم كذلك اعتادت على الاستيقاظ مبكرا ..



كنت أجلس في مكتبي مشغوله بكتبي و أوراقي .. دخلت ريم علي .. ماما ماذا تكتبين ؟؟

قلت : أكتب رساله الى الله . فقالت : لي ريم هل تسمحين لي بقرائتها ماما

فقلت : لا حبيبتي هذه رسائلي الخاصه ولا احب أن يقرأها أحد ..

خرجت ريم من مكتبي و هي حزينه .. لكنها اعتادت على ذلك .. فرفضي

لها كان باستمرار



مر على الموضوع أسابيع .. و ذهبي الى غرفة ريم

و لأول مره ترتبك ريم لدخولي .. يا ترى لماذا هي مرتبكه ؟ . ريم

ماذا تكتبين ؟؟ ... فزاد ارتباكها وردت : لاشيء ماما .. انها أوراقي الخاصة

فقلت لنفسي ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعه و تخشى أن أراه ؟؟



فردت علي ريم : أكتب رسائل الى الله كما تفعلين ... ثم

سألتني ريم لكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما ؟؟ فقلت : طبعاً ابنتي فإن

الله يعلم كل شيء .. و لم تسمح لي بقرائة ما كتبت ..



فخرجت من

غرفتها و ذهبت الى راشد زوجي كي أقرأ له الجريده كالعاده .. كنت أقرأ الجريدة و ذهني شارد مع صغيرتي

فلاحظ راشد شرودي ... ظن أن ذلك بسبب حزني عليه

و حاول اقناعي بأن أجلب له ممرضه .. كي تخفف علي هذا العبء

يا الهي لم أريد أن يفكر هكذا .

قبلت جبينه .. الذي طالما تعب و تعرق من أجلي أنا و ابنته

ريم .. و اليوم سيحسبني سأحزن من أجل ذلك .. و أوضحت له سبب

شرودي


ذهبت ريم الى المدرسه و عندما عادت .. كان الطبيب في

البيت فهرعت لترى والدها المقعد و جلست بقربه تواسيه بمداعبتها و

همساتها الحنونه . وضح لي الطبيب سوء حالة راشد و ذهب ..

تناسيت أن ريم طفله و دون رحمه صارحتها .. أن قلب والدها الكبير

الذي يحمل لها كل هذا الحب يضعف كثيرا و انه لن يعيش أكثر من

ثلاث أسابيع .. انهارت ريم و ظلت تبكي و تردد " لماذا يحصل كل هذا

لبابا ؟؟ لماذا ؟؟ فقلت لها ادعي له بالشفاء يا ريم و يجب أن تتحلي

بالشجاعه .. ولا تنسي أن رحمة الله قادره على كل شيء .. فأنتي ابنتي

الوحيده أنصتت ريم الى كلامي و نست حزنها .. و داست على ألمها و

تشجعت و قالت لن يموت أبي .. و كانت ريم تقبل خد والدها الدافيء

في كل يوم .. و لكنها اليوم نظرت إليه بحنان و قالت : ليتك توصلني

يوما الى المدرسه مثل باقي صديقاتي .. فغمره حزن شديد وهو واثق

ان إعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيره ثم



أوصلت ريم

الى المدرسه و عندما عدت الى المنزل غمرني الفضول لأرى الرسائل

التي تكتبها ريم .. فبدأت أبحث في كل مكان .. هنا .. هنا ؟؟ ... حتى

وجدتها و كان مكتوب في الرسائل:

يا رب يموت كلب جارنا سعيد لانه يخيفني

يا رب قطتنا تلد قطط كثيره

يا رب ينجح ابن خالتي محمد لأني أحبه

يا رب تكبر أزهارنا بسرعه لأقطف كل يوم زهره و أهديها الى معلمتي

و الكثير من الرسائل الأخرى و كلها بريئه .. و من

أطرف الرسائل التي قرأتها

يا رب كبر عقل خادمتنا لأنها زهقت أمي

فقلت لنفسي : يا الهي كل الرسائل مستجابه فلقد مات كلب جارنا

منذ أكثر من أسبوع و قطتنا أصبح لديها صغاراً .. و نجح محمد بتفوق

و أزهارنا كبرت بسرعه و كانت تأخذ كل يوم زهره لمدرستها .. ثم قلت

لنفسي يا الهي لماذا لم تدعو ريم ليشفى والدها و يرتاح و شردت

كثيرا و أقول في نفسي ليتها تدعو له و لم يقطع شرودي الا رنين

الهاتف المزعج .. ردت الخادمه و نادتني .. سيدتي .... سيدتي ..

المدرسه



.ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شيء ؟؟؟ فأخبرتني أن ريم

وقعت من الدور الرابع و هي تطل من الشرفه عندما كانت تعطي

مدرستها الزهره .. و كانت الصدمه قويه جدا لم أتحملها أنا ولا راشد ..

و من شدة الصدمه اصيب راشد بشلل في لسانه و من يومها لم يستطع

الكلام .. لماذا ماتت ريم ؟؟ لا أستطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي

الحبيبه ...كل شيء في البيت يذكرني بها و كل زاويه فيه و أخذت

أبكي و أفكر في و كلامها و أخذت أنظر الى غرفتها أتذكر رنين

ضحكاتها الذي كان يملأ علينا البيت بالحياه و لم تطأ قدمي غرفتها منذ أن ماتت




مرت سنوات على وفاتها و فجأه رأيت الخادمه قادمه تجري

مسرعه و تقول أنها سمعت صوت صادر من غرقة ريم .. و أصر راشد

أن أذهب و أرى ماذا هناك ثم وضعت المفتاح في الباب و لم أتمالك

نفسي و كان قلبي ينبض مسرعا . و جلست أبكي و أبكي و رميت

نفسي على سريرها ... انه يهتز اّه تذكرت قالت لي مراراً ان سريرها

و يصدر صوتاً عندما تتحرك .. و نسيت أن أجلب النجار ليصلحه و

لكن ما الفائده الاّن و لكن ما الذي أصدر الصوت ؟؟ نعم انه صوت

وقوع اللوحه المزينه باّيات الكرسي التي كانت تحرص ريم على

قرائتها ريم و حفظها كل يوم حتى حفظتها



حين رفعتها لكي

أعلقها وجدت ورقه بحجم البرواز وضعت خلفه .. يا الهي انها احدى

رسائل ريم .. يا ترى ما المكتوب في هذه الرساله بالذات و لماذا

وضعتها ريم خلف الاّيه الكريمه ؟؟ إنها احدى الرسائل التي كانت

تكتبها ريم الى الله .. و كان مكتوب فيها

يا رب .. يا رب ... أموت أنا و يعيش بابا